هل كان يسوع إرهابياً؟

يسوع إرهابي Jesus Is terrorist
يسوع إرهابي Jesus Is terrorist

هل كان يسوع إرهابياً؟

يتشدق المسيحيون وبتكرار وبكل قوة بمحبة الرب يسوع المقتول ويكررون العدد “16لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ” يوحنا 3 : 16

لكن الأمر لا يستغرق مثل نفس هذا العناء عندما نبحث عن الوجه الآخر ليسوع، إنه وجه يقول فيه “34«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأُلْقِيَ سَلاَمًا عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لأُلْقِيَ سَلاَمًا بَلْ سَيْفًا. 35فَإِنِّي جِئْتُ لأُفَرِّقَ الإِنْسَانَ ضِدَّ أَبِيهِ، وَالابْنَةَ ضِدَّ أُمِّهَا، وَالْكَنَّةَ ضِدَّ حَمَاتِهَا. 36وَأَعْدَاءُ الإِنْسَانِ أَهْلُ بَيْتِهِ” متى (10: 34-36) ويقول في نص آخر: “49«جِئْتُ لأُلْقِيَ نَارًا عَلَى الأَرْضِ، فَمَاذَا أُرِيدُ لَوِ اضْطَرَمَتْ؟”  وفي ترجمة أخرى “جِئْتُ لأُلْقِيَ عَلَى الأَرْضِ نَاراً، فَلَكَمْ أَوَدُّ أَنْ تَكُونَ قَدِ اشْتَعَلَتْ؟” لوقا (12: 49).

إن العددين السابقين هما فقط نص الأهداف المطلوب تحقيقها وليس أبلغ من أن نستعرض الوسائل والطرق والألفاظ التي نص عليها يسوع المحبة وهي متنوعة كثيراً ما بين الذبح والحرق والقتل والتدمير حتى أني لا أظن أن هناك إرهابياً قد يصيبه الملل من القراءة بل وربما استخدم هذه النصوص كمراجع لممارسة إرهابه كما نرى في الصور التي توضح انتصار داوود على جالوت وهي صور معبرة يرفع فيها داوود الكتاب المسيحي رأس جالوت عالياً بعد ذبحه وبأسلوب أشد مما كان يصنع أبو مصعب الزرقاوي -رحمه الله- في العراق. ونستعرض الأعداد:

يسوع لا يقتل الخاطئة فقط بل أطفالها أيضاً “20لكِنْ عِنْدِي عَلَيْكَ قَلِيلٌ: أَنَّكَ تُسَيِّبُ الْمَرْأَةَ إِيزَابَلَ الَّتِي تَقُولُ إِنَّهَا نَبِيَّةٌ، حَتَّى تُعَلِّمَ وَتُغْوِيَ عَبِيدِي أَنْ يَزْنُوا وَيَأْكُلُوا مَا ذُبحَ لِلأَوْثَانِ. 21وَأَعْطَيْتُهَا زَمَانًا لِكَيْ تَتُوبَ عَنْ زِنَاهَا وَلَمْ تَتُبْ. 22هَا أَنَا أُلْقِيهَا فِي فِرَاشٍ، وَالَّذِينَ يَزْنُونَ مَعَهَا فِي ضِيقَةٍ عَظِيمَةٍ، إِنْ كَانُوا لاَ يَتُوبُونَ عَنْ أَعْمَالِهِمْ. 23وَأَوْلاَدُهَا أَقْتُلُهُمْ بِالْمَوْتِ. فَسَتَعْرِفُ جَمِيعُ الْكَنَائِسِ أَنِّي أَنَا هُوَ الْفَاحِصُ الْكُلَى وَالْقُلُوبِ، وَسَأُعْطِي كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِ ” رؤيا (2: 20)، فلماذا لا يكون رحيماً ويعفوا عنها؟ أو يكون عادلاً ويقتص منها فقط؟ ولكن لأنه أراد الانتقام على الطريقة الصهيونية فالخاطئ يموت وأولاده وعشيرته في مشهد إبادة جماعية.

أما مشاهد الذبح فيبدو أنها الأكثر تفضيلاً عند إله المحبة لأنها تكررت على مدى العهدين القديم والجديد بأسلوب ميلو درامي قاسي جداً ولنأخذ أحد هذه المشاهد من لوقا “26لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ لَهُ يُعْطَى، وَمَنْ لَيْسَ لَهُ فَالَّذِي عِنْدَهُ يُؤْخَذُ مِنْهُ. 27أَمَّا أَعْدَائِي، أُولئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ، فَأْتُوا بِهِمْ إِلَى هُنَا وَاذْبَحُوهُمْ قُدَّامِي” لوقا (19: 26-27) ولا يمكننا أن نعلق على مشهد أشد حجراً على الحريات من أن يذبح يسوع أولئك الذين اختاروا أن لا يملك عليهم، فأين خلاصه للبشرية إن كان لديه مختارين لن يذبحهم وآخرين سيذبحهم؟

وكأي قائد يختبر الروح المعنوية لدى أتباعة كان يسوع يختبر مدى الكراهية في قلوب أتباعه “26«إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَيَّ وَلاَ يُبْغِضُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَامْرَأَتَهُ وَأَوْلاَدَهُ وَإِخْوَتَهُ وَأَخَوَاتِهِ، حَتَّى نَفْسَهُ أَيْضًا، فَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لةِي تِلْمِيذًا” لوقا (4: 25-26). وبهذه الشروط الرائعة للإنضواء تحت قيادة يسوع تكون لدينا صورة واضحة عن النفسية التي قاد بها أتباع الصليب حروبهم ضد بعضهم البعض في أوروبا وضد بعضهم البعض في مصر وشمال أفريقيا حتى أصبحت الكنيسة المصرية تسمي عشر قرون من حياة الكنيسة بعصر الشهداء.

وسرى لدي اعتقاد بأنه ربما من حق يسوع الرب المقتول أن يقتل أو يذبح أعداءه، رغم أنهم تقنياً في هذا العدد ليسوا أعداؤه بل مجرد أنهم لم يقبلوا به ملكاً عليهم، فلم يحاربوه –بنص العدد- وإنما فقط لم يريدوه ملكاً عليهم دون إعلان العداء له فاختار أن يذبحهم. لكن هذا الاعتقاد بحق يسوع الرب المقتول ذاب عندما وجدت أمره العظيم العادل بقتل الأطفال الرضع، نعم لقد قرأتها بشكل سليم، إنهم الرضع وليسوا فقط أطفال “2هكَذَا يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ: إِنِّي قَدِ افْتَقَدْتُ مَا عَمِلَ عَمَالِيقُ بِإِسْرَائِيلَ حِينَ وَقَفَ لَهُ فِي الطَّرِيقِ عِنْدَ صُعُودِهِ مِنْ مِصْرَ. 3فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ، وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلاً وَامْرَأَةً، طِفْلاً وَرَضِيعًا، بَقَرًا وَغَنَمًا، جَمَلاً وَحِمَارًا” صموئيل الأول (15: 2) حتى الأطفال الرضع يا يسوع لم ترحمهم؟ حتى الحيوانات الأعجمية التي لا تعي من أمرها شيئاً لم يكن لها عندك شفيع؟

ونأخذ استراحة قصيرة من الذبح وأنهار الدماء اليسوعية هذه، لكننا لن نذهب بعيداً، سنقرأ من يوشع أسلوباً مختلفاً فقط للقتل “21وَحَرَّمُوا كُلَّ مَا فِي الْمَدِينَةِ مِنْ رَجُل وَامْرَأَةٍ، مِنْ طِفْل وَشَيْخٍ، حَتَّى الْبَقَرَ وَالْغَنَمَ وَالْحَمِيرَ بِحَدِّ السَّيْفِ. 22وَقَالَ يَشُوعُ لِلرَّجُلَيْنِ اللَّذَيْنِ تَجَسَّسَا الأَرْضَ: «ادْخُلاَ بَيْتَ الْمَرْأَةِ الزَّانِيَةِ وَأَخْرِجَا مِنْ هُنَاكَ الْمَرْأَةَ وَكُلَّ مَا لَهَا كَمَا حَلَفْتُمَا لَهَا». 23فَدَخَلَ الْغُلاَمَانِ الْجَاسُوسَانِ وَأَخْرَجَا رَاحَابَ وَأَبَاهَا وَأُمَّهَا وَإِخْوَتَهَا وَكُلَّ مَا لَهَا، وَأَخْرَجَا كُلَّ عَشَائِرِهَا وَتَرَكَاهُمْ خَارِجَ مَحَلَّةِ إِسْرَائِيلَ. 24وَأَحْرَقُوا الْمَدِينَةَ بِالنَّارِ مَعَ كُلِّ مَا بِهَا” يوشع (6: 21) وهذا النص نختلف فيه إن كانت كلمة “حَرَّمُوا” تعني القتل أو الذبح بالسيوف أم لا، ولن يهمنا هذا كثيراً لأنه في النهاية حبس المدينة كلها بعدما أخرج منها راحاب الزانية التي ساعدت جواسيسه وهي التي صارت فيما بعد واحدة من جدات الإله المقتول “يسوع” (راجع مناقشتنا لنسب يسوع).

ونعود مرة أخرى لاستكمال النص من صموئيل الأول (النص قبل السابق) ونرى إلى ما آل إليه أمر الرب بقتل الرجال والنساء والأطفال وحتى الرضع؟!

إن صموئيل لم ينفذ أمر الرب كما قال له، ولا يأخذكم التفاؤل بأنه لم يقتل النساء أو الرضع، بل أبقى فقط على الحمير والخراف والغنم الجيدة لكنه حرم (قتل) الباقيين من كل ما أمر الرب. ولنقرأ عقاب رب المحبة له “8وَأَمْسَكَ أَجَاجَ مَلِكَ عَمَالِيقَ حَيًّا، وَحَرَّمَ جَمِيعَ الشَّعْبِ بِحَدِّ السَّيْفِ. 9وَعَفَا شَاوُلُ وَالشَّعْبُ عَنْ أَجَاجَ وَعَنْ خِيَارِ الْغَنَمِ وَالْبَقَرِ وَالثُّنْيَانِ وَالْخِرَافِ، وَعَنْ كُلِّ الْجَيِّدِ، وَلَمْ يَرْضَوْا أَنْ يُحَرِّمُوهَا. وَكُلُّ الأَمْلاَكِ الْمُحْتَقَرَةِ وَالْمَهْزُولَةِ حَرَّمُوهَا.10وَكَانَ كَلاَمُ الرَّبِّ إِلَى صَمُوئِيلَ قَائِلاً: 11«نَدِمْتُ عَلَى أَنِّي قَدْ جَعَلْتُ شَاوُلَ مَلِكًا، لأَنَّهُ رَجَعَ مِنْ وَرَائِي وَلَمْ يُقِمْ كَلاَمِي»” صموئيل الأول (15: 8-11).

بالطبع أن تكرر مشاهد الذبح العادي في النصوص الأخيرة قد يصيب أي إرهابي عتيد الإجرام ببعض الملل من التكرار، لكن رب المحبة لا يمكن أن يتركنا نمل من كلماته أبداً فلنقرأ أسلوباً جديداً من العقاب نزل للسامرة “16تُجَازَى السَّامِرَةُ لأَنَّهَا قَدْ تَمَرَّدَتْ عَلَى إِلهِهَا. بِالسَّيْفِ يَسْقُطُونَ. تُحَطَّمُ أَطْفَالُهُمْ، وَالْحَوَامِلُ تُشَقُّ” هوشع (13: 16)، شق الحوامل أسلوب جديد من العقاب لكن تحطيم الأطفال هو أسلوب قتل يبد غير واضحاً المعالم وربما كان تركه بهذه الصيغة حتى يكون هناك مساحة من التخيل لأسلوب تحطيم الأطفال لكن نصاً آخر في الكتاب المسيحي قد يعطينا فكرة واضحة عن كبيفية قتل الأطفال بالتحطيم، إنه نص المزامير “8يَا بِنْتَ بَابِلَ الْمُخْرَبَةَ، طُوبَى لِمَنْ يُجَازِيكِ جَزَاءَكِ الَّذِي جَازَيْتِنَا! 9طُوبَى لِمَنْ يُمْسِكُ أَطْفَالَكِ وَيَضْرِبُ بِهِمُ الصَّخْرَةَ!” مزامير (137: 8-9) ويبدو الآن واضحاً كيف يمكن لأي إرهابي أن يحطم الأطفال، أن يسمك رؤوسهم ويدق بهم الصخرة. أمر بسيط للغاية خاصة أنهم أطفال ولا مجال للمقاومة أو الاعتراض على أسلوب القتل.

ونلتقط مشهداً سريعاً من حزقيال “5وَقَالَ لأُولئِكَ فِي سَمْعِي: «اعْبُرُوا فِي الْمَدِينَةِ وَرَاءَهُ وَاضْرِبُوا. لاَ تُشْفُقْ أَعْيُنُكُمْ وَلاَ تَعْفُوا. 6اَلشَّيْخَ وَالشَّابَّ وَالْعَذْرَاءَ وَالطِّفْلَ وَالنِّسَاءَ، اقْتُلُوا لِلْهَلاَكِ. وَلاَ تَقْرُبُوا مِنْ إِنْسَانٍ عَلَيْهِ السِّمَةُ، وَابْتَدِئُوا مِنْ مَقْدِسِي». فَابْتَدَأُوا بِالرِّجَالِ الشُّيُوخِ الَّذِينَ أَمَامَ الْبَيْتِ. 7وَقَالَ لَهُمْ: «نَجِّسُوا الْبَيْتَ، وَامْلأُوا الدُّورَ قَتْلَى. اخْرُجُوا». فَخَرَجُوا وَقَتَلُوا فِي الْمَدِينَةِ” حزقيال (9: 5-7) لأن هذا النص ورغم أنه أمر بالقتل للجميع أطفالاً وشيوخاً ونساءً وعذراوات إلا أنه تميز بالأمر بالبدء بالشيوخ حين القتل. ويبدو أنه نوع من التنويع والتغيير عند القتل ففي نصوص أخرى يبدأ بقتل الأطفال ونصوص تهتم بشق بطون الحوامل وأخرى مثل هذا تبدأ بقتل الشيوخ.

لكننا وجدنا أخيراً نصاً منع فيه الرب أوامر القتل عن النساء والأطفال، صحيح أنه جعلهم عبيداً وسبياً للإسرائيليين لكنه لم يأمر بقتلهم أو تدمير رؤوس أطفالهم على الصخور كما أمر في نصوص أخرى “1وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلاً: 2«اِنْتَقِمْ نَقْمَةً لِبَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الْمِدْيَانِيِّينَ، ثُمَّ تُضَمُّ إِلَى قَوْمِكَ». 3فَكَلَّمَ مُوسَى الشَّعْبِ قَائِلاً: «جَرِّدُوا مِنْكُمْ رِجَالاً لِلْجُنْدِ، فَيَكُونُوا عَلَى مِدْيَانَ لِيَجْعَلُوا نَقْمَةَ الرَّبِّ عَلَى مِدْيَانَ. 4أَلْفًا وَاحِدًا مِنْ كُلِّ سِبْطٍ مِنْ جَمِيعِ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ تُرْسِلُونَ لِلْحَرْبِ». 5فَاخْتِيرَ مِنْ أُلُوفِ إِسْرَائِيلَ أَلْفٌ مِنْ كُلِّ سِبْطٍ. اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا مُجَرَّدُونَ لِلْحَرْبِ. 6فَأَرْسَلَهُمْ مُوسَى أَلْفًا مِنْ كُلِّ سِبْطٍ إِلَى الْحَرْبِ، هُمْ وَفِينْحَاسَ بْنَ أَلِعَازَارَ الْكَاهِنِ إِلَى الْحَرْبِ، وَأَمْتِعَةُ الْقُدْسِ وَأَبْوَاقُ الْهُتَافِ فِي يَدِهِ. 7فَتَجَنَّدُوا عَلَى مِدْيَانَ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ وَقَتَلُوا كُلَّ ذَكَرٍ. 8وَمُلُوكُ مِدْيَانَ قَتَلُوهُمْ فَوْقَ قَتْلاَهُمْ: أَوِيَ وَرَاقِمَ وَصُورَ وَحُورَ وَرَابعَ. خَمْسَةَ مُلُوكِ مِدْيَانَ. وَبَلْعَامَ بْنَ بَعُورَ قَتَلُوهُ بِالسَّيْفِ. 9وَسَبَى بَنُو إِسْرَائِيلَ نِسَاءَ مِدْيَانَ وَأَطْفَالَهُمْ، وَنَهَبُوا جَمِيعَ بَهَائِمِهِمْ، وَجَمِيعَ مَوَاشِيهِمْ وَكُلَّ أَمْلاَكِهِمْ. 10وَأَحْرَقُوا جَمِيعَ مُدُنِهِمْ بِمَسَاكِنِهِمْ، وَجَمِيعَ حُصُونِهِمْ بِالنَّارِ. 11وَأَخَذُوا كُلَّ الْغَنِيمَةِ وَكُلَّ النَّهْبِ مِنَ النَّاسِ وَالْبَهَائِمِ” العدد (31: 1-11)

لكن فرحتنا لم تكتمل بنجاة هؤلاء الأطفال والنساء، فبمجرد وصولهم لموسى وإلعازر كان المشهد يزداد سواداً “13فَخَرَجَ مُوسَى وَأَلِعَازَارُ الْكَاهِنُ وَكُلُّ رُؤَسَاءِ الْجَمَاعَةِ لاسْتِقْبَالِهِمْ إِلَى خَارِجِ الْمَحَلَّةِ. 14فَسَخَطَ مُوسَى عَلَى وُكَلاَءِ الْجَيْشِ، رُؤَسَاءِ الأُلُوفِ وَرُؤَسَاءِ الْمِئَاتِ الْقَادِمِينَ مِنْ جُنْدِ الْحَرْبِ. 15وَقَالَ لَهُمْ مُوسَى: «هَلْ أَبْقَيْتُمْ كُلَّ أُنْثَى حَيَّةً؟ 16إِنَّ هؤُلاَءِ كُنَّ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ، حَسَبَ كَلاَمِ بَلْعَامَ، سَبَبَ خِيَانَةٍ لِلرَّبِّ فِي أَمْرِ فَغُورَ، فَكَانَ الْوَبَأُ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. 17فَالآنَ اقْتُلُوا كُلَّ ذَكَرٍ مِنَ الأَطْفَالِ. وَكُلَّ امْرَأَةٍ عَرَفَتْ رَجُلاً بِمُضَاجَعَةِ ذَكَرٍ اقْتُلُوهَا. 18لكِنْ جَمِيعُ الأَطْفَالِ مِنَ النِّسَاءِ اللَّوَاتِي لَمْ يَعْرِفْنَ مُضَاجَعَةَ ذَكَرٍ أَبْقُوهُنَّ لَكُمْ حَيَّاتٍ” العدد (31: 13-18) إن الرب تراجع وحكم للقتلة بذبح الأطفال مرة أخرى ثم ذبح النساء المتزوجات أو الزانيات، وأخيراً سبي العذراوات فقط كغنيمة باردة للقتلة، فياله من رب محبة حنون.

أسلوب آخر جديد وجدناه عند قراءتنا للكتاب المسيحي، وهو أسلوب يقترن مع قتل الأطفال أمام عيون آباءهم وأمهاتهم، إنه يعتمد على فضح النساء بعد قتل أبنائهم أمامهن “16وَتُحَطَّمُ أَطْفَالُهُمْ أَمَامَ عُيُونِهِمْ، وَتُنْهَبُ بُيُوتُهُمْ وَتُفْضَحُ نِسَاؤُهُمْ” إشعيا (13: 16) أسلوب لا تستخدمه إلا العصابات العاتية في الإجرام والقوات التابعة للكنيسة في تاريخها الدموي عند اقتحامهم للقرى المسلمة في فلسطين والأندلس والبوسنة والهرسك والهند والصومال وحتى فيما بين بعضهم البعض كصليبيين.

بعد هذا الأرهاق العصبي ما بين قتل الأطفال وذبح النساء وشق بطون الحوامل وجدنا أخيراً نصاً يتحدث عن الصلح بين المتقاتلين (إن افترضنا أن كل من ذبحوا باسم الرب يسوع من أطفال ونساء كان لهم شأن بالقتال) وياله من نص “10«حِينَ تَقْرُبُ مِنْ مَدِينَةٍ لِكَيْ تُحَارِبَهَا اسْتَدْعِهَا إِلَى الصُّلْحِ، 11فَإِنْ أَجَابَتْكَ إِلَى الصُّلْحِ وَفَتَحَتْ لَكَ، فَكُلُّ الشَّعْبِ الْمَوْجُودِ فِيهَا يَكُونُ لَكَ لِلتَّسْخِيرِ وَيُسْتَعْبَدُ لَكَ. 12وَإِنْ لَمْ تُسَالِمْكَ، بَلْ عَمِلَتْ مَعَكَ حَرْبًا، فَحَاصِرْهَا. 13وَإِذَا دَفَعَهَا الرَّبُّ إِلهُكَ إِلَى يَدِكَ فَاضْرِبْ جَمِيعَ ذُكُورِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. 14وَأَمَّا النِّسَاءُ وَالأَطْفَالُ وَالْبَهَائِمُ وَكُلُّ مَا فِي الْمَدِينَةِ، كُلُّ غَنِيمَتِهَا، فَتَغْتَنِمُهَا لِنَفْسِكَ، وَتَأْكُلُ غَنِيمَةَ أَعْدَائِكَ الَّتِي أَعْطَاكَ الرَّبُّ إِلهُكَ. 15هكَذَا تَفْعَلُ بِجَمِيعِ الْمُدُنِ الْبَعِيدَةِ مِنْكَ جِدًّا الَّتِي لَيْسَتْ مِنْ مُدُنِ هؤُلاَءِ الأُمَمِ هُنَا. 16وَأَمَّا مُدُنُ هؤُلاَءِ الشُّعُوبِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَصِيبًا فَلاَ تَسْتَبْقِ مِنْهَا نَسَمَةً مَّا، 17بَلْ تُحَرِّمُهَا تَحْرِيمًا: الْحِثِّيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالْكَنْعَانِيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ، كَمَا أَمَرَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ” التثنية (20: 10-17) إنه نص بعدما يسعد قلب كل إنسان ذو ضمير حي بأنه أخيراً وجدنا منفذاً من القتل والتدمير بأن يتحولوا إلى عبيد –لاحظ أن الإسلام لا يجعل أسير الحرب عبداً- يجعل هذا بشكل خاص للمدن البعيدة عن يد الرب، أما المدن القريبة منك فهذه قائمتهم، فلا تبق منهم أحداً ولا نسمة واحدة لا طفل ولا شيخ ولا امرأة ولا حيوان ولا رجل ولا شئ يتنفس في هذه المدن ويظل حياً.

دعنا نصرخ في هذا الرب وأتباعه بأن كل هذه الأنهار من الدماء ليس لها ما يبررها، وليس هناك سبب على الأرض لارتكاب كل هذه الفظائع، لكن الرد الأكثر واقعية عن الرب يسوع نقرأه في رسالة العبرانيين “29لأَنَّ «إِلهَنَا نَارٌ آكِلَةٌ»”.

وأما عن حد الردة في المسيحية فحدث ولا حرج فإنه يجعل الأسرة تقتل بعضها بعضاً “6«وَإِذَا أَغْوَاكَ سِرًّا أَخُوكَ ابْنُ أُمِّكَ، أَوِ ابْنُكَ أَوِ ابْنَتُكَ أَوِ امْرَأَةُ حِضْنِكَ، أَوْ صَاحِبُكَ الَّذِي مِثْلُ نَفْسِكَ قَائِلاً: نَذْهَبُ وَنَعْبُدُ آلِهَةً أُخْرَى لَمْ تَعْرِفْهَا أَنْتَ وَلاَ آبَاؤُكَ 7مِنْ آلِهَةِ الشُّعُوبِ الَّذِينَ حَوْلَكَ، الْقَرِيبِينَ مِنْكَ أَوِ الْبَعِيدِينَ عَنْكَ، مِنْ أَقْصَاءِ الأَرْضِ إِلَى أَقْصَائِهَا، 8فَلاَ تَرْضَ مِنْهُ وَلاَ تَسْمَعْ لَهُ وَلاَ تُشْفِقْ عَيْنُكَ عَلَيْهِ، وَلاَ تَرِقَّ لَهُ وَلاَ تَسْتُرْهُ، 9بَلْ قَتْلاً تَقْتُلُهُ. يَدُكَ تَكُونُ عَلَيْهِ أَوَّلاً لِقَتْلِهِ، ثُمَّ أَيْدِي جَمِيعِ الشَّعْبِ أَخِيرًا. 10تَرْجُمُهُ بِالْحِجَارَةِ حَتَّى يَمُوتَ، لأَنَّهُ الْتَمَسَ أَنْ يُطَوِّحَكَ عَنِ الرَّبِّ إِلهِكَ الَّذِي أَخْرَجَكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ مِنْ بَيْتِ الْعُبُودِيَّةِ. 11فَيَسْمَعُ جَمِيعُ إِسْرَائِيلَ وَيَخَافُونَ، وَلاَ يَعُودُونَ يَعْمَلُونَ مِثْلَ هذَا الأَمْرِ الشِّرِّيرِ فِي وَسَطِكَ. 12«إِنْ سَمِعْتَ عَنْ إِحْدَى مُدُنِكَ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ لِتَسْكُنَ فِيهَا قَوْلاً: 13قَدْ خَرَجَ أُنَاسٌ بَنُو لَئِيمٍ مِنْ وَسَطِكَ وَطَوَّحُوا سُكَّانَ مَدِينَتِهِمْ قَائِلِينَ: نَذْهَبُ وَنَعْبُدُ آلِهَةً أُخْرَى لَمْ تَعْرِفُوهَا. 14وَفَحَصْتَ وَفَتَّشْتَ وَسَأَلْتَ جَيِّدًا وَإِذَا الأَمْرُ صَحِيحٌ وَأَكِيدٌ، قَدْ عُمِلَ ذلِكَ الرِّجْسُ فِي وَسَطِكَ، 15فَضَرْبًا تَضْرِبُ سُكَّانَ تِلْكَ الْمَدِينَةِ بِحَدِّ السَّيْفِ، وَتُحَرِّمُهَا بِكُلِّ مَا فِيهَا مَعَ بَهَائِمِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. 16تَجْمَعُ كُلَّ أَمْتِعَتِهَا إِلَى وَسَطِ سَاحَتِهَا، وَتُحْرِقُ بِالنَّارِ الْمَدِينَةَ وَكُلَّ أَمْتِعَتِهَا كَامِلَةً لِلرَّبِّ إِلهِكَ، فَتَكُونُ تَلاُ إِلَى الأَبَدِ لاَ تُبْنَى بَعْدُ. ” التثنية (13: 6-16) ونتسائل، ما حكم هذه الإبادة الجماعية في العرف الإنساني؟ وما حكم هذه الإبادة الجماعية في عرف حرية الاعتقاد؟ وما حكم هذه الإبادة الجماعية في عرف حقوق الإنسان؟ وما عرف هذه الإبادة الجماعية في عرف قوانين حماية الأطفال؟ وأخيراً إن وجدت الكنيسة المسوغ الذي يبيح قتل كل الأنفس، فهل ارتدت البهائم أيضاً حتى تقتل باسم رب المحبة يسوع؟

ومن باب الملل من كثرة القتلى والدماء فأنا مضطر أن أدخل بعض التنويع على قلوبكم وليس فيها نقطة دم واحدة، وحقاً لن تتحدث الأعداد التالية عن القتل المادي الذي ينتج عنه أنهار الدماء التي يذخر بها كتاب رب المحبة، لكنها تتحدث عن القتل الجماعي المعنوي، إنها تتحدث عن تنسيق إلهي لأكبر عملية اختطاف جماعي في التاريخ ينتج عنها نسل جديد لسبط من أسباط بني إسرائيل “20وَأَوْصَوْا بَنِي بَنْيَامِينَ قَائِلِينَ: «امْضُوا وَاكْمِنُوا فِي الْكُرُومِ. 21وَانْظُرُوا. فَإِذَا خَرَجَتْ بَنَاتُ شِيلُوهَ لِيَدُرْنَ فِي الرَّقْصِ، فَاخْرُجُوا أَنْتُمْ مِنَ الْكُرُومِ وَاخْطِفُوا لأَنْفُسِكُمْ كُلُّ وَاحِدٍ امْرَأَتَهُ مِنْ بَنَاتِ شِيلُوهَ، وَاذْهَبُوا إِلَى أَرْضِ بَنْيَامِينَ. 22فَإِذَا جَاءَ آبَاؤُهُنَّ أَوْ إِخْوَتُهُنَّ لِكَيْ يَشْكُوا إِلَيْنَا، نَقُولُ لَهُمْ: تَرَاءَفُوا عَلَيْهِمْ لأَجْلِنَا، لأَنَّنَا لَمْ نَأْخُذْ لِكُلِّ وَاحِدٍ امْرَأَتَهُ فِي الْحَرْبِ، لأَنَّكُمْ أَنْتُمْ لَمْ تُعْطُوهُمْ فِي الْوَقْتِ حَتَّى تَكُونُوا قَدْ أَثِمْتُمْ». 23فَفَعَلَ هكَذَا بَنُو بَنْيَامِينَ، وَاتَّخَذُوا نِسَاءً حَسَبَ عَدَدِهِمْ مِنَ الرَّاقِصَاتِ اللَّوَاتِي اخْتَطَفُوهُنَّ، وَذَهَبُوا وَرَجَعُوا إِلَى مُلْكِهِمْ وَبَنَوْا الْمُدُنَ وَسَكَنُوا بِهَا” القضاة (21: 20-23) فما حكم أي إنسان صاحب خلق أو ضمير أو حتى مجرم لدية بقية إنسانية أمام هذه الجريمة الجماعية والتخطيط الشيطاني الذي أقره رب المحبة ولم نر منه إلا أنه أنهى هذا الإصحاح بقوله “كُلُّ وَاحِدٍ عَمِلَ مَا حَسُنَ فِي عَيْنَيْهِ” وكفى.

ونعود مرة أخرى بعد هذا الفاصل من جرائم الخطف الجماعي إلى جرائم القتل مرة أخرى فيقول إله المحبة “1رَأَيْتُ السَّيِّدَ قَائِمًا عَلَى الْمَذْبَحِ، فَقَالَ: «اِضْرِبْ تَاجَ الْعَمُودِ حَتَّى تَرْجُفَ الأَعْتَابُ، وَكَسِّرْهَا عَلَى رُؤُوسِ جَمِيعِهِمْ، فَأَقْتُلَ آخِرَهُمْ بِالسَّيْفِ. لاَ يَهْرُبُ مِنْهُمْ هَارِبٌ وَلاَ يُفْلِتُ مِنْهُمْ نَاجٍ. 2إِنْ نَقَبُوا إِلَى الْهَاوِيَةِ فَمِنْ هُنَاكَ تَأْخُذُهُمْ يَدِي، وَإِنْ صَعِدُوا إِلَى السَّمَاءِ فَمِنْ هُنَاكَ أُنْزِلُهُمْ. 3وَإِنِ اخْتَبَأُوا فِي رَأْسِ الْكَرْمَلِ فَمِنْ هُنَاكَ أُفَتِّشُ وَآخُذُهُمْ، وَإِنِ اخْتَفَوْا مِنْ أَمَامِ عَيْنَيَّ فِي قَعْرِ الْبَحْرِ فَمِنْ هُنَاكَ آمُرُ الْحَيَّةَ فَتَلْدَغُهُمْ. 4وَإِنْ مَضَوْا فِي السَّبْيِ أَمَامَ أَعْدَائِهِمْ فَمِنْ هُنَاكَ آمُرُ السَّيْفَ فَيَقْتُلُهُمْ، وَأَجْعَلُ عَيْنَيَّ عَلَيْهِمْ لِلشَّرِّ لاَ لِلْخَيْرِ»” عاموس (9: 1-4) ولاحظ الإصرار على القتل حتى آخر شخص حتى لو كان فاراً من جحيم القتل الإلهي هذا أو حتى كان مستسلماً! أفلا يجد له رب المحبة أي سبيل للعفو أو الرحمة أو المحبة المزعومة في قتل الأشخاص الفارين من القتل وليس القتال.

“14«لكِنْ إِنْ لَمْ تَسْمَعُوا لِي وَلَمْ تَعْمَلُوا كُلَّ هذِهِ الْوَصَايَا، 15وَإِنْ رَفَضْتُمْ فَرَائِضِي وَكَرِهَتْ أَنْفُسُكُمْ أَحْكَامِي، فَمَا عَمِلْتُمْ كُلَّ وَصَايَايَ، بَلْ نَكَثْتُمْ مِيثَاقِي، 16فَإِنِّي أَعْمَلُ هذِهِ بِكُمْ: أُسَلِّطُ عَلَيْكُمْ رُعْبًا وَسِلُا وَحُمَّى تُفْنِي الْعَيْنَيْنِ وَتُتْلِفُ النَّفْسَ. وَتَزْرَعُونَ بَاطِلاً زَرْعَكُمْ فَيَأْكُلُهُ أَعْدَاؤُكُمْ. 17وَأَجْعَلُ وَجْهِي ضِدَّكُمْ فَتَنْهَزِمُونَ أَمَامَ أَعْدَائِكُمْ، وَيَتَسَلَّطُ عَلَيْكُمْ مُبْغِضُوكُمْ، وَتَهْرُبُونَ وَلَيْسَ مَنْ يَطْرُدُكُمْ” لاويين (26: 14)

عن د. أبو يوسف

شاهد أيضاً

هل من يحي الموتى يكون إله؟؟ خدعة يسوع الكبرى :)

معجزات إحياء الموتى ونبدأ بسؤال المسيحيين عن أعظم معجزات المسيح التي فعلها إن كانت هذه …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *