LOADING

Type to search

يسوع - الإله - الألوهية

هل حقاً أحيا يسوع الموتى؟؟

د. أبو يوسف أكتوبر 09

تأملات في إحياء يسوع للموتى

  1. في قصة إحياء الصبية النائمة

“39فَدَخَلَ وَقَالَ لَهُمْ:«لِمَاذَا تَضِجُّونَ وَتَبْكُونَ؟ لَمْ تَمُتِ الصَّبِيَّةُ لكِنَّهَا نَائِمَةٌ». 40فَضَحِكُوا عَلَيْهِ. أَمَّا هُوَ فَأَخْرَجَ الْجَمِيعَ، وَأَخَذَ أَبَا الصَّبِيَّةِ وَأُمَّهَا وَالَّذِينَ مَعَهُ وَدَخَلَ حَيْثُ كَانَتِ الصَّبِيَّةُ مُضْطَجِعَةً” مرقص (5: 39-40)

والواضح أنهم ظنوا الصبية ميتة (38فَجَاءَ إِلَى بَيْتِ رَئِيسِ الْمَجْمَعِ وَرَأَى ضَجِيجًا. يَبْكُونَ وَيُوَلْوِلُونَ كَثِيرًا) لكنه طمأنهم بأنها نائمة فسخروا منه. ويكون لدينا احتمالين

الأول: أن الصبية كانت بالفعل نائمة وفي هذه الحالة فلا يوجد أي إعجاز في الأمر عندما أيقظها من النوم، ويكفي ما صنعوا من ضجيج لكي تستيقظ وساعدها هو في الاستيقاظ.

الاحتمال الثاني: أن تكون الفتاة ميتة وأراد أن يقلل من جزعهم، لكن هذا الاحتمال باطل من جهة أنه إن أقامها فلا إعجاز في ذلك ومن جهة أخرى فكيف يمكن للإله أن يكذب على هؤلاء المساكين؟

الاحتمال الثالث: أن تكون الفتاة ميتة بالنسبة لهم لكنها نائمة بالنسبة ليسوع الذي يعلم قدرته على إقامتها مرة أخرى، ويقول بهذا الأمر القمص تادرس يعقوب مالطي لكن هذا الرأي به العديد من الثغرات لعل أهمها أن يسوع بهذا لم يراع لغته ولا معاني كلماته مما استدعى سخريتهم منه، كما أن هذا يعنى أيضاً أن يسوع أو أي من العهدين القديم أو الحديث ربما يكون المقصود بكلمة الميت كلمة النائم أو العكس، ولأن أعداد العهدين لم يرد فيها أي حادثة تؤكد أو تؤيد التعامل مع الموت كنوم أو العكس فإن هذا الرأي يبطل وليس له أي سند علمي من أي من العهدين.

  1. قصة إحياء ابن الأرملة

“12فَلَمَّا اقْتَرَبَ إِلَى بَابِ الْمَدِينَةِ، إِذَا مَيْتٌ مَحْمُولٌ، ابْنٌ وَحِيدٌ لأُمِّهِ، وَهِيَ أَرْمَلَةٌ وَمَعَهَا جَمْعٌ كَثِيرٌ مِنَ الْمَدِينَةِ. 13فَلَمَّا رَآهَا الرَّبُّ تَحَنَّنَ عَلَيْهَا، وَقَالَ لَهَا:«لاَ تَبْكِي». 14ثُمَّ تَقَدَّمَ وَلَمَسَ النَّعْشَ، فَوَقَفَ الْحَامِلُونَ. فَقَالَ: «أَيُّهَا الشَّابُّ، لَكَ أَقُولُ: قُمْ!». 15فَجَلَسَ الْمَيْتُ وَابْتَدَأَ يَتَكَلَّمُ، فَدَفَعَهُ إِلَى أُمِّهِ. 16فَأَخَذَ الْجَمِيعَ خَوْفٌ، وَمَجَّدُوا اللهَ قَائِلِينَ:«قَدْ قَامَ فِينَا نَبِيٌّ عَظِيمٌ، وَافْتَقَدَ اللهُ شَعْبَهُ»” لوقا (7: 12-16)

وفي هذا الموقف لم يقل يسوع بأن الفتى نائم كما حدث مع ابنة رئيس المجمع، لكنه دخل في صلب المعجزة وقام الولد، لكن الشاهد والضجة التي أحدثتها المعجزة لا يمكن أن تخفى عنا رأي الجميع، الذين خافوا ومجدوا الله قائلين: قد قام فينا نبي عظيم وافتقد الله شعبه. إنهم لم يروا في هذه المعجزة إلا مثل معجزة إليشع أو إيليا اللذين أحيا الموتى من قبل يسوع بسنوات أو حتى مثل حزقيال الذي أقام جيشاً كاملاً (راجع مناقشة معجزة إحياء الموتى في مناقشتنا حول معجزات يسوع).

  1. قصة إحياء ليعازر

“39قَالَ يَسُوعُ:«ارْفَعُوا الْحَجَرَ!». قَالَتْ لَهُ مَرْثَا، أُخْتُ الْمَيْتِ:«يَاسَيِّدُ، قَدْ أَنْتَنَ لأَنَّ لَهُ أَرْبَعَةَ أَيَّامٍ». 40قَالَ لَهَا يَسُوعُ:«أَلَمْ أَقُلْ لَكِ: إِنْ آمَنْتِ تَرَيْنَ مَجْدَ اللهِ؟». 41فَرَفَعُوا الْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ الْمَيْتُ مَوْضُوعًا، وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ، وَقَالَ:«أَيُّهَا الآبُ، أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي، 42وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلكِنْ لأَجْلِ هذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ، لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي». 43وَلَمَّا قَالَ هذَا صَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ:«لِعَازَرُ، هَلُمَّ خَارِجًا!» 44فَخَرَجَ الْمَيْتُ وَيَدَاهُ وَرِجْلاَهُ مَرْبُوطَاتٌ بِأَقْمِطَةٍ، وَوَجْهُهُ مَلْفُوفٌ بِمِنْدِيل. فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:«حُلُّوهُ وَدَعُوهُ يَذْهَبْ». 45فَكَثِيرُونَ مِنَ الْيَهُودِ الَّذِينَ جَاءُوا إِلَى مَرْيَمَ، وَنَظَرُوا مَا فَعَلَ يَسُوعُ، آمَنُوا بِهِ” يوحنا (39: 45)

 وقصة إحياء ليعازر بها الكثير لنتحدث عنه، ففي البداية يشير على أن السر في الإيمان والهدف هو رؤية مجد الله، ونتوقف عند عدة نقاط هم الشاهد من القصة ولا يمكن أن يمروا بسهولة،

النقطة الأولى هي نظره إلى أعلى، فبمن كان يستعين أو لمن كان يقدم دعاءه ومناجاته؟ وردها الذي ظهر مباشرة ” أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي”

والنقطة الثانية هي “وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي” فهل هذا حديث إله قادر؟

والنقطة الثالثة والأخيرة هي إعلان الهدف من هذه المعجزة “لأَجْلِ هذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ، لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي” من أجل كل هؤلاء فقط هل ليعلموا أنه ابن الله أو ابن الرب أو لأنه أقنوم ثاني أو لغرض دنيوي؟ لا بل لهدف واحد فقط “أنك أرسلتني” أي أنه جعله رسولاً برسالة.

إنه هدف لم يحد عنه يسوع في إجراءه للمعجزة من نظر للسماء ثم دعاء ثم شكر على استجابة الدعاء أو الرجاء بتحقيق المعجزة ثم إعلان الهدف من المعجزة بإعلان الرسالة أو الرسولية.

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *